الغيبوبة بعد جراحة تغيير الصمام: الأسباب والتوقعات

السؤال

بعد إذنك يا دكتور، رد علي ضروري.
أنا أبويا غير صمام في قلبه وبعد العملية وهو في العناية دخل في غيبوبة بقاله ثلاث شهور. ومن حوالي شهر ونص عينه فتحت، لكن مخه ما بيديش أي إشارات لجسمه وبيتنفس حاليًا طبيعي.
هل في أمل يا دكتور أن يرجع لنا تاني بعد ما القرح كلت جسمه؟

الإجابة

أهلاً بك، وأتمنى لوالدك الشفاء العاجل. الحالة التي وصفتها تتطلب اهتمامًا طبيًا دقيقًا، وهي بالفعل معقدة لأن الغيبوبة لفترة طويلة بعد جراحة القلب تشير إلى وجود عدة احتمالات تحتاج إلى تقييم شامل. دعنا نستعرض الأسباب المحتملة، الفحوصات الضرورية، والعوامل التي يمكن أن تؤثر على التعافي.

الأسباب المحتملة للغيبوبة بعد جراحة القلب

• نقص الأكسجين إلى الدماغ أثناء أو بعد الجراحة:
  • قد يحدث انخفاض في مستوى الأكسجين أثناء الجراحة أو بعدها، مما يؤدي إلى إصابة دماغية.
  • هذه الحالة تُعرف بـ اعتلال الدماغ الناتج عن نقص الأكسجين (Hypoxic-Ischemic Encephalopathy).
• جلطة أو انسداد في الأوعية الدماغية:
  • قد تحدث جلطة أثناء الجراحة أو بعدها بسبب اضطرابات التخثر أو نتيجة الصمام الجديد.
• اختلال في التوازن الكيميائي أو السموم:
  • ارتفاع مستويات الأمونيا أو مشاكل في الكلى أو الكبد قد تؤدي إلى الغيبوبة.
• التهاب أو عدوى:
  • مثل التهاب السحايا أو التهابات الدماغ التي قد تحدث بعد الجراحة.
• التخدير المطول:
  • قد تؤثر أدوية التخدير على الدماغ لفترات طويلة، خاصة إذا كان المريض يعاني من مشاكل صحية أخرى.
• القرح الناتجة عن البقاء الطويل في السرير:
  • القرح تُعتبر مؤشرًا على التدهور العام للحالة، لكنها لا تؤثر مباشرة على وعي المريض.

الأمل في التحسن: هل هناك فرصة؟

• فتح العينين:
  • كون العينين مفتوحتين يشير إلى أن الدماغ ما زال يؤدي بعض الوظائف الأساسية. هذا قد يكون مؤشرًا إيجابيًا.
  • ومع ذلك، غياب الاستجابة العصبية من الدماغ يحتاج إلى تقييم لمعرفة مدى تأثير الإصابة.
• التنفس الطبيعي:
  • التنفس دون أجهزة دعم يُعتبر مؤشرًا جيدًا، لأنه يعني أن جذع الدماغ ما زال يؤدي وظائفه الحيوية.
• العوامل التي تزيد من فرصة التحسن:
  • إذا لم يكن هناك تلف دائم في الدماغ.
  • وجود تحسن بسيط في الاستجابات العصبية مع الوقت.
  • توفير الرعاية الطبية المكثفة لمنع المضاعفات مثل الالتهابات أو القرح.

الفحوصات اللازمة لتقييم الحالة

1. تصوير الدماغ:
   • الرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد وجود أي تلف في الدماغ.
   • الأشعة المقطعية (CT scan): للكشف عن الجلطات أو النزيف.
2. تخطيط كهربائي للدماغ (EEG):
   • لتقييم النشاط الكهربائي في الدماغ ومعرفة ما إذا كانت هناك أي استجابة.
3. تحاليل الدم:
   • للكشف عن أي اختلالات كيميائية أو عدوى.
4. تقييم الجهاز العصبي:
   • من خلال طبيب متخصص في الأعصاب لتقييم مدى استجابة الدماغ.

الرعاية والدعم اللازم في هذه المرحلة

1. العناية بالقرح:

• تنظيف القرح وعلاجها بانتظام:
  • استخدام المضادات الحيوية الموضعية.
  • تغيير الوضعية كل ساعتين لتجنب تفاقم القرح.
• استخدام الوسائد الطبية: لتقليل الضغط على المناطق المتضررة.

2. التغذية والدعم الغذائي:

• إذا كان والدك يتغذى عبر أنبوب، يجب التأكد من أن النظام الغذائي يلبي احتياجاته.

3. العلاج الطبيعي:

• لتحريك الأطراف ومنع التصلب العضلي أو التقرحات.

4. المراقبة المستمرة:

• لمنع المضاعفات مثل العدوى أو تجلط الدم.

النصائح لك وللعائلة

1. التواصل مع طبيب الأعصاب:
   • استشارة طبيب متخصص في الأعصاب لتقييم الحالة بشكل دقيق وتقديم توقعات دقيقة للحالة.
2. الاستمرار في الرعاية:
   • الرعاية الجيدة والدعم النفسي للمريض قد يساعدان في تحسين الحالة.
3. التحدث مع المريض:
   • حتى لو لم تكن هناك استجابة واضحة، الحديث مع المريض قد يكون له تأثير إيجابي على حالته النفسية.
   • التحدث مع المريض يساعد على تحفيز النشاط الدماغي حتى وإن لم تكن هناك استجابة مرئية.
4. طلب المساعدة المتخصصة:
   • إذا كانت القرح شديدة، يمكن طلب مساعدة متخصص في علاج الجروح.

الخلاصة

– الحالة صعبة وتتطلب تقييمًا شاملًا من فريق طبي متعدد التخصصات.
– وجود فتح العينين والتنفس الطبيعي يعطي أملًا في التحسن، لكن غياب الإشارات العصبية يتطلب متابعة دقيقة.
– الرعاية الدقيقة والدعم المستمر يمكن أن يساعدا في تحسين الحالة أو منع تدهورها.

نتمنى لوالدك الشفاء العاجل، وإذا كنت بحاجة إلى أي استفسار إضافي، نحن هنا لدعمك في أي وقت.