محتويات المقال
تعريف التهاب عضلة القلب
التهاب عضلة القلب هو حالة تحدث عندما تصاب عضلة القلب بالتهاب نتيجة تعرضها للعدوى، عادةً بسبب فيروسات، بكتيريا، أو طفيليات. هذا الالتهاب يؤثر على قدرة القلب في ضخ الدم بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم العلاج في الوقت المناسب. تختلف شدة الالتهاب بين الحالات البسيطة التي يمكن أن تمر دون أعراض واضحة، والحالات الشديدة التي قد تهدد الحياة.
عادةً ما يبدأ الالتهاب كنتيجة لاستجابة مناعية غير طبيعية بعد الإصابة بالعدوى. يهاجم الجهاز المناعي عضلة القلب بدلاً من الفيروس أو البكتيريا المسبب للمرض، مما يسبب تلفًا في الأنسجة والتهابًا في خلايا القلب. من الممكن أيضًا أن يؤدي التفاعل مع بعض الأدوية أو السموم إلى حدوث التهاب في عضلة القلب، وإن كان ذلك أقل
شيوعًا.
الجدير بالذكر أن الالتهاب يمكن أن يكون حادًا أو مزمنًا. الالتهاب الحاد يظهر فجأة ويستمر لفترة قصيرة، بينما يستمر الالتهاب المزمن لفترة أطول وقد يؤدي إلى تلف دائم في عضلة القلب. التهاب عضلة القلب يمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس، ولكن بعض العوامل مثل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية قد تزيد من خطر الإصابة.
فهم التعريف العلمي للحالة يساعد في التوعية بأهمية التشخيص والعلاج السريع للحفاظ على وظيفة القلب وصحة المريض بشكل عام.
أنواع التهاب عضلة القلب
التهاب عضلة القلب ينقسم إلى عدة أنواع بناءً على السبب والمسبب الرئيسي للحالة. النوع الأكثر شيوعًا هو التهاب عضلة القلب الفيروسي، حيث تتسبب الفيروسات مثل فيروس كورونا وفيروس الهربس في حدوث الالتهاب. هذا النوع يعتبر الأكثر انتشارًا ويمكن أن يظهر بأعراض تتراوح بين خفيفة إلى شديدة.
النوع الثاني هو التهاب عضلة القلب البكتيري، والذي يحدث نتيجة عدوى بكتيرية. هذه العدوى قد تنجم عن أنواع بكتيريا مثل البكتيريا العقدية، والتي يمكن أن تنتقل من أعضاء أخرى في الجسم إلى القلب. يكون هذا
النوع أقل شيوعًا لكنه أكثر خطورة وقد يتطلب علاجات مكثفة.
أما التهاب عضلة القلب المناعي، فهو يحدث نتيجة تفاعل مناعي غير طبيعي، حيث يهاجم الجسم خلايا القلب بسبب اضطرابات مناعية. هذا النوع يرتبط غالبًا بأمراض مثل الذئبة الحمراء أو التهاب الأوعية الدموية، وهو قد يؤدي إلى تلف دائم في عضلة القلب إذا لم يُعالج بشكل صحيح.
إلى جانب ذلك، هناك نوع آخر يُعرف بالتهاب عضلة القلب السام، والذي ينجم عن التعرض للسموم أو الأدوية التي تؤثر على القلب بشكل مباشر. بعض الأدوية الكيميائية المستخدمة في علاج السرطان قد تسبب هذا النوع من
الالتهاب، بالإضافة إلى تعاطي المخدرات.
الأسباب
تتنوع أسباب التهاب عضلة القلب وتتضمن عوامل متعددة، منها العدوى الفيروسية التي تُعد السبب الأكثر شيوعًا. بعض الفيروسات مثل فيروس الإنفلونزا، فيروس إبشتاين-بار، وفيروس كوكساكي يمكن أن تؤدي إلى التهاب عضلة القلب. هذه الفيروسات تدخل الجسم وتؤثر على القلب من خلال التسبب في التهاب الخلايا القلبية، مما يؤدي إلى تلفها.
من الأسباب الأخرى البكتيريا والطفيليات. على سبيل المثال، البكتيريا العقدية التي تسبب التهاب الحلق قد تؤدي إلى التهاب عضلة القلب إذا لم تُعالج بشكل مناسب. كذلك، بعض الطفيليات التي تُنتقل عبر الطعام الملوث، مثل التوكسوبلازما، يمكن أن تسبب نفس المشكلة، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
العوامل المناعية تلعب أيضًا دورًا في التهاب عضلة القلب. بعض الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن تجعل الجسم يهاجم خلايا القلب بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى التهاب في عضلة القلب. هذا النوع من الالتهاب يرتبط عادة بأمراض المناعة الذاتية ويحتاج إلى تدخلات علاجية متخصصة للسيطرة عليه.
هناك أيضًا عوامل بيئية وأدوية معينة قد تساهم في التهاب عضلة القلب. بعض الأدوية مثل العلاجات الكيميائية، وكذلك السموم البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية الضارة أو المخدرات، يمكن أن تسبب تهيجًا والتهابًا في عضلة القلب. هذه الأسباب تستدعي مراقبة طبية دقيقة لتجنب تفاقم الحالة وضمان العلاج المناسب.
الأعراض والعلامات السريرية
تختلف أعراض التهاب عضلة القلب بشكل كبير بناءً على شدة الحالة ونوعها. في بعض الحالات، قد تكون الأعراض خفيفة وغير واضحة، بينما في حالات أخرى تكون الأعراض شديدة وتستدعي التدخل الطبي العاجل. أكثر الأعراض شيوعًا هو ألم الصدر، الذي قد يشبه الألم الناجم عن النوبة القلبية. هذا الألم يحدث بسبب التهاب عضلة القلب وتورمها، مما يؤثر على وظائف القلب الطبيعية.
إلى جانب ألم الصدر، يعاني المرضى من ضيق في التنفس، خاصةً عند ممارسة النشاط البدني أو حتى في حالة الراحة. ضيق التنفس ينتج عن ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين. في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يتطور ضيق التنفس إلى حالة من الفشل القلبي.
الخفقان هو عرض شائع آخر، حيث يشعر المريض بنبضات قلب غير منتظمة أو سريعة. يحدث هذا نتيجة لتأثير الالتهاب على النظام الكهربائي للقلب، مما يؤدي إلى اضطرابات في إيقاع ضربات القلب. يمكن أن تكون هذه الاضطرابات خطيرة وتحتاج إلى مراقبة دقيقة.
الأعراض العامة مثل الإرهاق الشديد، الحمى، والتورم في الأطراف قد تظهر أيضًا. الإرهاق يحدث بسبب الإجهاد الكبير الذي يتعرض له القلب، بينما الحمى قد تكون علامة على وجود عدوى. التورم في الأطراف يشير إلى ضعف وظيفة القلب في ضخ الدم بشكل كافٍ. ملاحظة هذه الأعراض مبكرًا والتوجه للرعاية الطبية يمكن أن يقلل من خطر المضاعفات ويحسن من فرص الشفاء.
كيفية تشخيص التهاب عضلة القلب
تشخيص التهاب عضلة القلب يتطلب إجراءات متعددة تجمع بين الفحص السريري والفحوصات المخبرية
والتصوير الطبي. يبدأ الطبيب بجمع التاريخ المرضي للمريض، بما في ذلك الأعراض الحالية والأمراض السابقة، بالإضافة إلى الفحص الجسدي الذي يشمل الاستماع إلى نبضات القلب للتحقق من وجود أي أصوات غير طبيعية.
الخطوة التالية هي إجراء فحوصات دم لتحليل مؤشرات الالتهاب ومستويات الإنزيمات القلبية. ارتفاع مستويات بعض الإنزيمات، مثل التروبونين، قد يشير إلى تلف في خلايا عضلة القلب. فحوصات الدم قد تكشف أيضًا عن وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية مرتبطة بالحالة، مما يساعد في تحديد السبب الأساسي للالتهاب.
التصوير الطبي يلعب دورًا محوريًا في التشخيص. يُستخدم تخطيط صدى القلب (الإيكو) لتقييم وظيفة عضلة القلب وتحديد مدى تأثير الالتهاب على قدرة القلب في ضخ الدم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للقلب لتقديم تفاصيل دقيقة عن الأنسجة القلبية ومعرفة مناطق الالتهاب أو التلف.
في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء قسطرة قلبية مع أخذ خزعة من عضلة القلب. هذه الخزعة يتم فحصها تحت المجهر لتحديد مدى التلف والالتهاب، والتأكد من عدم وجود أمراض أخرى مشابهة في الأعراض. هذا الإجراء يعتبر ضروريًا في الحالات التي يكون فيها التشخيص غير واضح بعد الفحوصات الأخرى.
الفحوصات المطلوبة لتأكيد التشخيص
تأكيد تشخيص التهاب عضلة القلب يتطلب مجموعة من الفحوصات الدقيقة، التي تهدف إلى تحديد مدى الالتهاب وسببه وأثره على وظيفة القلب. الفحوصات تشمل اختبارات دم، تقنيات تصوير متقدمة، وإجراءات تخصصية لضمان دقة التشخيص.
أحد أهم الفحوصات هو اختبار إنزيمات القلب. تحليل الدم لقياس مستويات الإنزيمات القلبية، مثل التروبونين والكرياتينين كيناز، يمكن أن يكشف عن تلف في خلايا القلب نتيجة الالتهاب. ارتفاع هذه الإنزيمات يشير غالبًا إلى وجود ضرر في عضلة القلب، مما يعزز احتمالية التهابها.
تخطيط كهربية القلب (ECG) يُستخدم لرصد أي اضطرابات في نبضات القلب. التهاب عضلة القلب يؤثر عادة على النشاط الكهربائي للقلب، مما ينتج عنه تغييرات يمكن رصدها في تخطيط كهربية القلب. هذه التغييرات تساعد الأطباء في تقييم مدى تأثير الالتهاب على نظم القلب.
تصوير صدى القلب (Echocardiography) يُعتبر أداة حيوية لتقييم وظيفة القلب. يستخدم هذا
التصوير لتحديد مدى ضعف عضلة القلب وفحص أي تضخم أو مشاكل في حركة الجدران القلبية. هذه المعلومات تساعد في قياس تأثير الالتهاب على قدرة القلب في ضخ الدم بشكل فعال.
مضاعفات التهاب عضلة القلب
التهاب عضلة القلب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر بشكل كبير على صحة المريض وجودة حياته. أحد أخطر المضاعفات هو فشل القلب الاحتقاني، حيث تضعف عضلة القلب ولا تستطيع ضخ الدم بكفاءة. هذا يؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم، مما يسبب تورمًا في الأطراف وضيقًا في التنفس، وهو ما قد يستدعي علاجًا مستمرًا وقد يتطور إلى حالة
مزمنة.
اضطرابات نظم القلب هي مضاعفة شائعة أخرى، حيث يتسبب الالتهاب في تلف النظام الكهربائي للقلب، مما يؤدي إلى نبضات قلب غير منتظمة أو سريعة. هذه الاضطرابات قد تكون مهددة للحياة، خاصة إذا أدت إلى تسارع أو بطء مفرط في نبضات القلب. بعض الحالات قد تحتاج إلى زرع جهاز تنظيم ضربات القلب أو استخدام العلاجات الكهربائية.
من المضاعفات الأخرى الجلطات الدموية، حيث يمكن أن يؤدي تلف عضلة القلب إلى تغيرات في تدفق الدم، مما يزيد من خطر تكوّن الجلطات داخل القلب. إذا تحركت هذه الجلطات وانتقلت إلى أعضاء أخرى مثل الدماغ، فقد تسبب سكتة دماغية أو انسدادًا في الأوعية الدموية الرئوية.
على المدى الطويل، قد يتطور التهاب عضلة القلب إلى اعتلال عضلة القلب التوسعي، حيث تتضخم عضلة القلب وتضعف، مما يقلل من كفاءة ضخ الدم. هذا الاعتلال يكون عادةً غير قابل للشفاء وقد يتطلب زراعة قلب في الحالات
الشديدة.
الفروقات بين التهاب عضلة القلب الخفيف والشديد
التهاب عضلة القلب يمكن أن يظهر بدرجات متفاوتة من الشدة، وتتراوح الأعراض والتأثيرات بحسب ذلك. في الحالات الخفيفة، قد لا يشعر المريض بأي أعراض واضحة، أو قد تكون الأعراض بسيطة مثل الإرهاق وألم خفيف في الصدر. عادةً ما تكون هذه الحالات ذاتية التحسن، حيث يستعيد القلب وظائفه الطبيعية بعد فترة دون أن يترك تأثيرات دائمة.
في الحالات المتوسطة، يمكن أن يعاني المريض من ضيق في التنفس مع نشاط بدني خفيف، بالإضافة إلى خفقان القلب والشعور بالدوار. هذه الأعراض تشير إلى أن الالتهاب بدأ يؤثر على قدرة القلب في ضخ الدم بكفاءة. قد يحتاج المريض إلى راحة وأدوية لتخفيف الأعراض ودعم الشفاء.
أما في الحالات الشديدة، فيكون التأثير كبيرًا على وظائف القلب. يعاني المريض من أعراض مثل ضيق شديد في التنفس حتى في الراحة، تورم في الأطراف، وألم مستمر في الصدر. هذه الحالات تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً، حيث يمكن أن تؤدي إلى فشل القلب أو اضطرابات خطيرة في نظم القلب قد تهدد الحياة.
إضافة إلى ذلك، في الحالات الشديدة، قد يحدث تضرر دائم في عضلة القلب، مما يؤدي إلى مضاعفات مثل اعتلال عضلة القلب. يمكن أن تتطلب هذه الحالات علاجًا طويل الأمد يشمل أدوية قوية، أو في بعض الأحيان، زراعة قلب. تحديد شدة التهاب عضلة القلب يساعد الأطباء على وضع خطة علاجية تناسب الحالة، مما يساهم في تقليل المخاطر وتحسين النتائج السريرية للمريض.
علاج التهاب عضلة القلب بالأدوية
علاج التهاب عضلة القلب يعتمد بشكل كبير على سبب الالتهاب وشدة الأعراض. في الحالات الخفيفة والمتوسطة، يمكن أن تكون الأدوية هي الخيار الأول للعلاج. الهدف من العلاج الدوائي هو تقليل الالتهاب، دعم وظيفة القلب، ومنع المضاعفات المحتملة.
الأدوية المضادة للالتهاب مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية تستخدم لتقليل الالتهاب والألم. في بعض الحالات، يمكن استخدام الستيرويدات القشرية مثل البريدنيزون لتقليل الاستجابة المناعية المفرطة التي تسبب الالتهاب، خاصة إذا كان السبب أمراض مناعية.
للتحكم في الأعراض المرتبطة بالقلب، مثل اضطرابات نظم القلب أو قصور القلب، تُستخدم أدوية محددة. مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) وحاصرات بيتا تساعد في تحسين وظيفة القلب وتقليل الضغط عليه. هذه الأدوية تُستخدم عادة في الحالات التي يعاني فيها المريض من ضعف في ضخ الدم أو أعراض قصور القلب.
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام الأدوية المضادة للفيروسات إذا كان الفيروس هو السبب المؤكد للالتهاب. هذه الأدوية تساهم في تقليل نشاط الفيروس وتخفيف العبء على عضلة القلب. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج
المريض إلى مدرات البول لتخفيف احتباس السوائل، خاصة إذا كان يعاني من تورم في الأطراف أو ضيق في التنفس.
التدخلات الجراحية لعلاج التهاب عضلة القلب
في بعض حالات التهاب عضلة القلب، قد لا تكون الأدوية وحدها كافية للسيطرة على الحالة، مما يستدعي الحاجة إلى تدخلات جراحية. هذه التدخلات تهدف إلى تحسين وظيفة القلب والتعامل مع المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن الالتهاب.
أحد أهم التدخلات هو زرع جهاز تنظيم ضربات القلب. عندما يؤدي التهاب عضلة القلب إلى اضطرابات خطيرة في نظم القلب، يصبح من الضروري تنظيم نبضات القلب بشكل دقيق. هذا الجهاز يساعد في استعادة إيقاع القلب الطبيعي ويحمي المريض من تطورات خطيرة قد تهدد حياته.
في الحالات التي يتسبب فيها التهاب عضلة القلب في فشل شديد في وظائف القلب، قد يكون الخيار الجراحي هو زرع جهاز دعم البطين الأيسر (LVAD). هذا الجهاز يعمل كمضخة تساعد القلب على ضخ الدم بكفاءة أكبر. يستخدم هذا الجهاز غالبًا كحل مؤقت للأشخاص الذين ينتظرون زراعة قلب، أو كخيار دائم في بعض الحالات التي لا يمكن فيها إجراء
زراعة.
إذا تعرضت عضلة القلب لتلف كبير بسبب الالتهاب، قد يكون زرع القلب هو الحل الأمثل. يتم اللجوء إلى هذا الإجراء في الحالات التي لا تستجيب لأي علاجات أخرى، حيث يكون القلب قد فقد قدرته على العمل بشكل سليم. زراعة القلب تتطلب تقييمًا دقيقًا للمريض ومراقبة طبية صارمة قبل وبعد العملية.
كيفية الوقاية من التهاب عضلة القلب
الوقاية من التهاب عضلة القلب تعتمد بشكل أساسي على تقليل عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإصابة به. أحد أهم الإجراءات الوقائية هو الحفاظ على نظام مناعة قوي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم. هذه العوامل تسهم في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة العدوى التي قد تسبب التهاب عضلة القلب. من الضروري أيضًا الحصول على التطعيمات المناسبة، خاصة ضد الفيروسات التي قد تؤدي إلى التهاب
عضلة القلب مثل الإنفلونزا والفيروسات الأخرى. التطعيم يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية،
وبالتالي تقليل احتمال تطور الالتهاب.
تجنب العدوى يعد جزءًا مهمًا من الوقاية. غسل اليدين بانتظام وتجنب الاختلاط مع الأشخاص المصابين بالعدوى يسهم في تقليل خطر انتقال الفيروسات والبكتيريا التي قد تؤدي إلى التهاب عضلة القلب. الحفاظ على نظافة الفم والأسنان يساعد أيضًا في تقليل انتقال العدوى إلى القلب من خلال مجرى الدم.
في بعض الحالات، قد يكون من الضروري مراقبة استخدام الأدوية التي قد تسبب تفاعلات مناعية تؤدي إلى التهاب عضلة القلب. من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية جديدة، خاصة إذا كان لديك تاريخ مرضي بأمراض
القلب أو المناعة الذاتية.
تأثير التهاب عضلة القلب على الحياة اليومية
التهاب عضلة القلب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة المريض اليومية، ويختلف هذا التأثير بناءً على شدة الحالة واستجابة الشخص للعلاج. في الحالات الخفيفة، قد يتمكن المريض من مواصلة حياته بشكل طبيعي مع بعض التعديلات البسيطة في النشاطات اليومية لتجنب الإجهاد. من الشائع أن يشعر المرضى بإرهاق عام قد يؤثر على قدرتهم على ممارسة الرياضة أو القيام بالأعمال الشاقة.
في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، تصبح الأنشطة اليومية أكثر تحديًا. قد يحتاج المريض إلى تعديل نمط حياته بشكل كبير، مثل تقليل ساعات العمل، والراحة المتكررة، وتجنب المواقف التي تضع ضغطًا إضافيًا على القلب. ضيق التنفس والشعور بالدوار يمكن أن يجعلان من الصعب على المريض التنقل بحرية أو القيام بمهام بسيطة دون
تعب.
التأثير النفسي أيضًا لا يقل أهمية. يشعر الكثير من المرضى بالقلق أو الاكتئاب نتيجة للتغيرات في حياتهم. التكيف مع القيود الجديدة والشعور بعدم اليقين بشأن الشفاء يمكن أن يكون لهما أثر سلبي على الصحة النفسية. من المهم للمريض أن يحصل على دعم نفسي واجتماعي لمساعدته في التعامل مع هذه التحديات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتطلب الالتهاب المزمن متابعة طبية مستمرة واستخدام أدوية طويلة الأمد، مما يفرض التزامًا دائمًا بالجدول العلاجي. الالتزام بالعلاج وإجراء التعديلات اللازمة في نمط الحياة يمكن أن يساهما في تحسين جودة حياة المريض وتقليل تأثير المرض على حياته اليومية.
العلاقة بين التهاب عضلة القلب والأمراض الفيروسية
تلعب الأمراض الفيروسية دورًا كبيرًا في حدوث التهاب عضلة القلب، حيث تُعتبر الفيروسات المسبب الرئيسي لهذه الحالة في العديد من الحالات. عندما يصاب الشخص بعدوى فيروسية، مثل الإنفلونزا، فيروس كورونا، أو فيروس كوكساكي، يمكن أن ينتقل الفيروس إلى عضلة القلب ويؤدي إلى التهاب فيها. بعض الفيروسات تهاجم عضلة القلب مباشرةً، بينما البعض الآخر يسبب رد فعل مناعي يؤدي إلى تضرر خلايا القلب.
يبدأ الأمر عادةً بعد أيام أو أسابيع من الإصابة بالعدوى الفيروسية، حيث يبدأ الجسم بمحاربة الفيروس، لكن في بعض الأحيان يهاجم جهاز المناعة خلايا القلب عن طريق الخطأ. هذه الاستجابة المناعية غير المناسبة تؤدي إلى التهاب العضلة وتلفها، وهو ما يسبب الأعراض التي تتراوح بين خفيفة مثل الإرهاق، إلى شديدة مثل فشل القلب.
الفيروسات التنفسية مثل فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا تمثل خطرًا خاصًا، حيث أنها شديدة الانتشار وتؤثر بشكل واسع على الجسم بأكمله. الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد التعرض لهذه الفيروسات. لذلك، يعتبر الالتزام بالتطعيمات الموسمية والنظافة الشخصية
من الوسائل الفعالة للوقاية.
تشخيص التهاب عضلة القلب الفيروسي قد يكون صعبًا، حيث تتداخل أعراضه مع العديد من الحالات الأخرى. لذلك، يجب على المريض الذي يعاني من أعراض قلبية بعد الإصابة بعدوى فيروسية أن يلجأ للطبيب لتقييم حالته.
الكشف المبكر عن الالتهاب يساعد في تحسين فرص العلاج وتقليل احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة.
دور التغذية ونمط الحياة في التعامل مع التهاب عضلة القلب
التغذية السليمة ونمط الحياة الصحي يلعبان دورًا أساسيًا في دعم تعافي المريض الذي يعاني من التهاب عضلة القلب وتقليل مضاعفات المرض. النظام الغذائي المتوازن يساعد في تحسين صحة القلب بشكل عام ويقلل من العبء
عليه، مما يسهم في تعزيز عملية الشفاء.
الخطوة الأولى هي تبني نظام غذائي غني بالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية. هذه الأطعمة تحتوي على مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية التي تدعم الجهاز المناعي وتقلل من الالتهاب. كما يجب تقليل تناول الدهون المشبعة والسكريات التي يمكن أن تزيد من الضغط على القلب وتؤدي إلى مشاكل إضافية مثل السمنة وارتفاع الكوليسترول.
إلى جانب التغذية، يلعب النشاط البدني دورًا هامًا في الحفاظ على صحة القلب. مع ذلك، يجب توخي الحذر عند التعامل مع التهاب عضلة القلب، حيث أن الإجهاد البدني المفرط يمكن أن يزيد من خطورة الحالة. لذلك، يُنصح بالممارسة المعتدلة للتمارين وفقًا لإرشادات الطبيب، مع التركيز على الأنشطة الخفيفة مثل المشي، والتي تحافظ على اللياقة دون إرهاق القلب.
إدارة التوتر والضغوط النفسية تعد أيضًا جزءًا مهمًا من نمط الحياة الصحي. الإجهاد النفسي يمكن أن يؤثر سلبًا على وظيفة القلب، لذلك يُفضل ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا، إلى جانب الحصول على نوم كافٍ.
تجارب المرضى الأعزاء