محتويات المقال
السؤال
السلام عليكم دكتور ياسر. سؤالي عن الآتي: أنا امرأة عندي خمسين سنة، قمت بعمل قسطرة وتركيب دعامة منذ سنة، ولكن ما زلت أعاني من تعب مع المجهود، نهجان، وضربات قلب سريعة أتناول لها علاج.
الدكتور قال بعد القسطرة إن عندي شريان مدفون داخل عضلة القلب، وهذا يسبب لي الأعراض. هل هذا طبيعي؟
8
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أولاً، أهنئك على تجاوز عملية القسطرة وتركيب الدعامة. الأعراض التي تشعرين بها بعد القسطرة وتركيب الدعامة قد تكون مرتبطة بعدة عوامل، خاصة مع تشخيص وجود شريان مدفون داخل عضلة القلب (Myocardial Bridging). سأوضح لك أسباب هذه الحالة، ومدى تأثيرها، وكيفية التعامل معها.
1. ما هو الشريان المدفون داخل عضلة القلب؟
- الشريان المدفون داخل عضلة القلب هو حالة خلقية يحدث فيها مرور جزء من أحد الشرايين التاجية (غالبًا الشريان الأمامي النازل) عبر عضلة القلب بدلاً من أن يكون فوقها.
- أثناء انقباض القلب، قد يحدث ضغط على الشريان المدفون، مما يقلل تدفق الدم إلى عضلة القلب، خاصة مع المجهود.
- قد يؤدي ذلك إلى نهجان، ألم أو ضيق في الصدر، وتسارع في ضربات القلب.
2. هل هذه الحالة طبيعية؟
- وجود شريان مدفون داخل عضلة القلب ليس حالة شائعة، ولكنه أيضًا ليس دائمًا خطيرًا.
- في بعض الحالات، قد تكون الأعراض خفيفة ولا تحتاج إلى تدخل كبير، لكن الأعراض التي تعانين منها مع المجهود تشير إلى أن الشريان قد يكون يؤثر على تدفق الدم، مما يسبب الأعراض.
3. الأسباب الأخرى التي قد تزيد الأعراض:
- وجود انسداد جزئي في الشرايين الأخرى: إذا كانت هناك مشاكل في شرايين أخرى لم تُعالج بالكامل، فقد تسهم في زيادة الأعراض.
- ضعف في وظيفة القلب أو عضلة القلب: قد يؤدي وجود قصور بسيط في وظيفة القلب إلى زيادة النهجان مع المجهود.
- عدم انتظام ضربات القلب: تسارع ضربات القلب قد يفاقم الأعراض.
- الأدوية: بعض الأدوية قد تكون غير كافية أو تحتاج إلى تعديل.
4. الفحوصات التي يجب إجراؤها:
- رسم القلب الكهربائي (ECG): لتقييم تأثير ضربات القلب السريعة.
- تصوير القلب بالموجات الصوتية (Echocardiography): لتقييم وظيفة عضلة القلب وحجم الدم الذي يصل إلى القلب.
- اختبار الجهد (Stress Test): لمعرفة تأثير المجهود على تدفق الدم.
- تصوير القلب بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: لتقييم الشريان المدفون وتأثيره على تدفق الدم.
- تحاليل الدم: لقياس مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية وتقييم وظائف الكلى ومستوى الهيموجلوبين.
5. الإرشادات العلاجية:
أ. الأدوية:
- حاصرات بيتا (Beta Blockers): تساعد في تقليل ضربات القلب وتحسين تدفق الدم، مثل بيسوبرولول (Bisoprolol).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium Channel Blockers): لتخفيف الضغط على الشريان المدفون، مثل أملوديبين (Amlodipine).
- الأدوية المضادة للتجلط: مثل الأسبرين أو الكلوبيدوجريل للحفاظ على تدفق الدم ومنع التجلط.
- الأدوية الموسعة للشرايين: مثل النيتروجليسرين (إذا وصفه الطبيب) لتخفيف الأعراض عند الحاجة.
ب. نمط الحياة:
- الراحة وتقليل المجهود: تجنب الأنشطة المرهقة حتى استقرار الأعراض.
- النظام الغذائي الصحي: تناول أطعمة قليلة الدهون والكوليسترول، والإكثار من الخضروات والفواكه.
- السيطرة على التوتر: استخدام تمارين التنفس العميق أو التأمل.
- تجنب الكافيين والتدخين: لأنهما قد يزيدان من تسارع ضربات القلب.
6. متى تحتاجين إلى تدخل جراحي؟
- في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، قد يُنظر في إجراء تدخل جراحي لتخفيف الضغط على الشريان المدفون.
- هذا نادر الحدوث ويُقرر بناءً على الفحوصات والأعراض.
الخلاصة:
تشخيص وجود شريان مدفون داخل عضلة القلب قد يكون سببًا للأعراض التي تعانين منها، لكنه ليس دائمًا خطيرًا. يمكن التحكم في الحالة باستخدام الأدوية المناسبة وتعديل نمط الحياة. من المهم المتابعة مع طبيب القلب وإجراء الفحوصات اللازمة لتقييم الحالة وتجنب أي مضاعفات مستقبلية. نتمنى لك الشفاء العاجل ودوام الصحة، وإذا كنت بحاجة إلى أي استفسارات إضافية، نحن هنا للمساعدة.
الإجابة مقدمة من دكتور ياسر النحاس
أستاذ جراحة القلب المفتوح وجراحة القلب بالمنظار
من رواد جراحة القلب في مصر والشرق الأوسط، وله خبرة واسعة في أحدث تقنيات جراحات القلب التقليدية أو عن طريق التدخل المحدود أو بالمنظار.
لمزيد من المعلومات أو حجز موعد، يُرجى التواصل تليفونياً أو عبر الواتساب.
تجارب المرضى الأعزاء