هل يمكنني الحمل بعد استبدال الصمام الميترالي وتركيب منظم ضربات القلب؟

السؤال

السلام عليكم دكتور، أنا عمري ٣٥ سنة، كان عندي صمام ميترالي معدني ومن سنتين كنت حامل وفترة الحمل أصاب الصمام تجلط، والأطباء ولدوني في الأسبوع ٢٨ من الحمل وعملوا لي عملية قلب مفتوح بعدها واستبدلوا الصمام الميترالي بالبيولوجي. لكن للأسف بعد كم شهر صار عندي بطء شديد في ضربات القلب وركبوا لي منظمًا للقلب. وضعي الصحي حاليًا جيد جدًا، وعندي قصور بالغدة الدرقية وأتناول تيروكسين ٥٠ ملغ. عندي بنت عمرها سنتان وحاليًا أفكر في إنجاب طفل آخر. هل هناك خطر على حياتي في حال حملت مرة ثانية وكم نسبة الخطورة؟ أريد النصيحة لو سمحت.

الإجابة

شكرًا لسؤالك المهم. حالتك الصحية تتطلب تقييمًا دقيقًا وشاملًا قبل التفكير في الحمل مرة أخرى. الحمل في حالتك، مع وجود صمام ميترالي بيولوجي ومنظم ضربات القلب وقصور في الغدة الدرقية، يمثل تحديًا لكنه ممكن مع تخطيط دقيق ومتابعة مستمرة من فريق طبي متعدد التخصصات. دعينا نوضح التفاصيل والمخاطر والاحتياطات.

1. الوضع الحالي لصحتك وتأثيره على الحمل

أ. الصمام الميترالي البيولوجي:

• الصمامات البيولوجية لا تتطلب أدوية مميعة للدم (مثل الوارفارين) بشكل دائم، مما يجعل الحمل أكثر أمانًا مقارنة بالصمامات المعدنية.
• مع ذلك، الصمامات البيولوجية قد تتعرض للتلف أو تدهور وظيفتها على المدى الطويل. لذلك، يجب إجراء تصوير بالموجات الصوتية للقلب (Echocardiography) للتأكد من كفاءة عمل الصمام قبل الحمل.

ب. منظم ضربات القلب:

• منظم ضربات القلب يُعد آمنًا أثناء الحمل، لكنه يتطلب متابعة منتظمة لضمان عمله بشكل جيد طوال فترة الحمل.
• يمكن للجهاز التعامل مع التغيرات التي تحدث في ضربات القلب أثناء الحمل.

ج. قصور الغدة الدرقية:

• من المهم أن تكون مستويات هرمونات الغدة الدرقية (TSH, Free T4) تحت السيطرة قبل وأثناء الحمل.
• أي اختلال في هذه المستويات قد يؤثر على صحتك وصحة الجنين.

2. مخاطر الحمل في حالتك

أ. على الأم:

• إجهاد القلب:
  • يزداد حجم الدم أثناء الحمل بنسبة 30-50%، مما يضع عبئًا إضافيًا على القلب والصمام.
  • إذا كان هناك تدهور في وظيفة الصمام أو ضعف في عضلة القلب، قد تحدث مضاعفات مثل قصور القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
• مخاطر التخثر:
  • الحمل يزيد من ميل الجسم للتخثر، مما قد يؤدي إلى تكون جلطات دموية.
• مشاكل متعلقة بمنظم ضربات القلب:
  • على الرغم من أنه نادر، قد تحدث مشاكل في عمل الجهاز نتيجة التغيرات الهرمونية أو الفسيولوجية.

ب. على الجنين:

• خطر الولادة المبكرة، كما حدث في حملك السابق.
• نقص وزن الجنين عند الولادة.
• احتمال انتقال بعض الأدوية المستخدمة أثناء الحمل إلى الجنين.

3. التقييم الطبي قبل الحمل

• استشارة طبيب القلب لإجراء تقييم شامل لوظيفة القلب والصمام باستخدام الإيكو وربما اختبار الجهد.
• استشارة طبيب الغدد الصماء للتأكد من أن مستويات هرمونات الغدة الدرقية تحت السيطرة.
• استشارة طبيب أمراض النساء والتوليد المتخصص في حالات الحمل عالي الخطورة لتخطيط المتابعة خلال الحمل.

4. المتابعة أثناء الحمل

• زيارات شهرية أو نصف شهرية مع طبيب القلب وطبيب النساء.
• مراقبة وظيفة الصمام، وعمل منظم ضربات القلب، ومستوى الهرمونات.
• تصوير القلب بالموجات الصوتية بشكل منتظم لتقييم وظيفة الصمام.
• مراقبة نمو الجنين بانتظام.

5. النصيحة النهائية ونسبة الخطورة

الحمل ممكن في حالتك، لكنه يعتبر من حالات الحمل عالي الخطورة. نسبة الخطورة تعتمد على تقييم وظيفة الصمام ووضع منظم ضربات القلب، لكنها قد تكون متوسطة إلى مرتفعة بسبب التاريخ السابق مع الجلطات القلبية والولادة المبكرة. ننصحك بالتخطيط للحمل بالتشاور مع فريق طبي متخصص والمتابعة الدقيقة أثناء الحمل.