محتويات المقال
السؤال
دكتور، شكرًا للإفادة.
عندي أحيانًا تسارع في ضربات القلب مع ارتفاع في الضغط وضيق في التنفس ورعشة.
عملت تخطيط قلب وكان سليم، وتحليل دم سليم، وأشعة سليمة، ورنين للعمود الفقري والرقبة سليم.
ومع ذلك لا أعرف السبب إلى الآن. ما تفسير هذه الحالة؟
الإجابة
الأعراض التي ذكرتها — تسارع ضربات القلب، ارتفاع الضغط، ضيق النفس،
والرعشة — رغم أن جميع الفحوص الطبية جاءت سليمة،
تشير غالبًا إلى حالة وظيفية مرتبطة بإفراز الهرمونات أو الجهاز العصبي اللاإرادي،
وليس إلى مشكلة عضوية في القلب أو الصدر.
هذه الحالات شائعة جدًا، وقد تكون مرهقة للمريض لكنها ليست خطرة إذا تم تشخيصها وإدارتها بالشكل الصحيح.
1. الأسباب المحتملة رغم سلامة الفحوص:
- نوبات القلق أو نوبات الهلع (Panic attacks):
وهي أكثر الأسباب شيوعًا عندما تكون التخطيطات والتحاليل طبيعية.
تحدث بسبب اندفاع الأدرينالين في الجسم فجأة، ما يسبب:- زيادة ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- رعشة في الأطراف.
- شعور بالاختناق وضيق النفس.
- تعرق أو دوخة.
- زيادة نشاط الغدة الدرقية البسيط أو المتذبذب:
قد يكون التحليل طبيعيًا وقت الفحص، لكن المشكلة تظهر بشكل مؤقت. - اضطرابات كهربائية عابرة في القلب:
لا تظهر دائمًا في التخطيط العادي،
وتحتاج أحيانًا إلى هولتر 24–48 ساعة أو 7 أيام لكشفها. - انخفاض سكر الدم المؤقت قد يسبب رعشة وتسرع قلب وقلق مفاجئ.
- نقص فيتامينات مثل B12 أو فيتامين د يسبب تسرع وخفقان وإجهاد.
- اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي (Dysautonomia) تسبب تسارع قلب عند الوقوف أو المجهود.
- الكافيين والمنبهات مثل الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة قد تسبب هذه الأعراض حتى بكميات قليلة عند بعض الأشخاص.
2. الفحوص المطلوبة لاستكمال التشخيص:
- هولتر 24–48 ساعة لمراقبة ضربات القلب أثناء اليوم.
- قياس هرمونات الغدة الدرقية (TSH – FT4) إذا لم يتم عملها.
- تحليل سكر صائم وتحليل سكر عشوائي مع الأعراض.
- تحليل فيتامين B12 وفيتامين د.
- قياس الضغط لمدة أسبوع في أوقات مختلفة لمعرفة هل هناك ارتفاع ثابت أم نوبات فقط.
3. هل الأعراض خطيرة؟
- إذا كان القلب سليمًا بالفحوص، فالأعراض غالبًا غير خطيرة لكنها مزعجة.
- نوبات القلق والهلع قد تسبب خوفًا شديدًا لكنها لا تسبب جلطة ولا توقف للقلب.
- الضغط قد يرتفع بشكل مؤقت مع التوتر، ثم يعود طبيعيًا.
- تحتاج الحالة إلى تعامل شامل لتهدئة الجهاز العصبي والبحث في السبب الهرموني أو النفسي إن وجد.
4. خطوات تساعد على تقليل الأعراض:
- تنفس بطيء وعميق لمدة 2–3 دقائق عند حدوث النوبة.
- تقليل المنبهات: القهوة – الشاي – الشوكولاتة – مشروبات الطاقة.
- ممارسة المشي اليومي 20–30 دقيقة.
- النوم الكافي ليلًا.
- تجنب التفكير السلبي أو الخوف من حدوث النوبة.
- إذا تكررت النوبات، قد تحتاج إلى علاج بسيط من طبيب نفسي متخصص في نوبات الهلع.
الخلاصة:
رغم أن الفحوص سليمة — وهذا مطمئن جدًا — إلا أن الأعراض التي تعاني منها
تشير غالبًا إلى نوبات قلق أو اضطراب مؤقت في الجهاز العصبي اللاإرادي
وليس إلى مرض خطير في القلب أو الصدر.
أنصحك بعمل هولتر 24 ساعة وتحليل هرمونات الغدة،
مع ضبط نمط الحياة وتقليل المنبهات.
إذا ثبت أنها نوبات هلع، فالعلاج بسيط ونتائجه ممتازة بإذن الله.
نسأل الله لك الصحة وراحة القلب والتنفس 🌿💙.
🔹 مراجعة وتوثيق المقال 🔹
تمت مراجعة هذا المقال وتدقيقه من قبل الأستاذ الدكتور ياسر النحاس ، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس واستشاري جراحات القلب والصدر، والذي يمتلك خبرة واسعة في مجال جراحة القلب المفتوح و جراحة القلب بالمنظار و من أفضل جراحي القلب في مصر و الوطن العربي.
يعتمد المحتوى المقدم على أحدث التوصيات العلمية الصادرة عن:
✅ الجمعية الأمريكية لأمراض وجراحات القلب (AHA)
✅ الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)
✅ منظمة الصحة العالمية (WHO).
وذلك لضمان تقديم معلومات دقيقة، موثوقة، ومبنية على أدلة علمية حديثة.
⚠ تنويه طبي: المعلومات الواردة في هذا المقال تهدف إلى التثقيف الصحي فقط، ولا تُعد بديلاً عن استشارة الطبيب المختص. يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية أو الحاجة إلى تشخيص دقيق لحالتك الصحية.
📚 للمزيد من المعلومات العلمية:
🔗 الجمعية الأمريكية لأمراض القلب (AHA)
🔗 الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)
🔗 منظمة الصحة العالمية - أمراض القلب والأوعية الدموية (WHO)
تجارب المرضى الأعزاء


