ضعف عضلة القلب بنسبة ٥٢٪ واحتباس السوائل: هل تحتاج عملية جراحية أم يكفي العلاج الدوائي؟

السؤال

أنا عندي ٦٦ سنة، وبعرق بطريقة غير طبيعية، وبحس بتعب من أقل مجهود، ونفسي بيضيق لما أمشي. نسبة كفاءة عضلة القلب عندي ٥٢٪، وقالوا إن في مياه في جسمي. أعمل إيه يا دكتور؟ وهل العملية ممكن تصلح كل هذا؟ وكم تقريبًا تكلفتها؟

عملية القلب المفتوح بالمنظار

الإجابة

حالتك تُشير إلى وجود ضعف متوسط في كفاءة عضلة القلب (52%) مع أعراض احتباس سوائل بالجسم (تورم أو “مياه”) وضيق في التنفس عند المجهود، وهي أعراض تحتاج إلى متابعة دقيقة مع طبيب القلب لتحديد السبب الأساسي ووضع خطة علاج مناسبة.
النسبة التي ذكرتها لا تُعد فشلًا شديدًا في عضلة القلب، لكنها تدل على أن القلب لا يضخ الدم بكفاءته الكاملة، وهو ما يسبب الإرهاق، العرق الزائد، وضيق النفس عند أقل مجهود. ومع ذلك، في كثير من الحالات، يمكن تحسين الحالة بالعلاج الدوائي المنتظم دون الحاجة لجراحة فورية.

1. الأسباب المحتملة لحالتك:

  • قصور في عضلة القلب: بسبب ضيق الشرايين التاجية أو مشكلة في أحد الصمامات.
  • ارتفاع ضغط الدم المزمن: يؤدي إلى إجهاد القلب مع الوقت.
  • اضطراب في الصمامات: مثل ارتجاع الصمام الميترالي أو الأورطي، مما يسبب ضعف الكفاءة وتجمع سوائل.
  • احتباس السوائل: نتيجة ضعف في ضخ الدم من القلب، فيبدأ الجسم في الاحتفاظ بالماء في القدمين أو البطن.

2. العلاج الأولي قبل التفكير في الجراحة:

  • مدرات البول (مثل لازيكس أو توريasemide): تساعد على إخراج الماء الزائد من الجسم وتقليل الضغط على القلب.
  • أدوية تقوية عضلة القلب: مثل الإنترستو أو مثبطات الإنزيم المحول (راميبريل، بيريندوبريل) والتي تحسّن كفاءة الضخ مع الوقت.
  • حاصرات بيتا (مثل الكونكور): لتقليل سرعة القلب وتحسين أدائه.
  • تنظيم الملح في الغذاء: تقليل الملح يوميًا إلى أقل من 2 جم ضروري جدًا لتقليل احتباس السوائل.
  • متابعة الوزن يوميًا: زيادة الوزن السريعة قد تعني تراكم سوائل جديدة في الجسم.

3. هل العملية ضرورية في حالتك؟

  • العملية تُقرر بناءً على السبب الحقيقي وراء ضعف عضلة القلب:
    • إذا كان السبب انسداد في الشرايين التاجية، فالعلاج الجراحي مثل عملية القلب المفتوح لتوصيل الشرايين (CABG) قد يُحسن الحالة جدًا.
    • أما إذا كان السبب مشكلة في أحد الصمامات، فإصلاح أو استبدال الصمام بالمنظار أو الجراحة قد يعيد كفاءة القلب إلى طبيعتها.
    • لكن إذا كانت العضلة نفسها ضعيفة دون سبب قابل للإصلاح، فالعلاج بالأدوية والمتابعة هو الأفضل.
  • بعض المرضى يتحسنون بشكل كبير مع العلاج الدوائي فقط، دون الحاجة لأي تدخل جراحي.

4. التكلفة التقريبية للجراحة في مصر:

  • تتراوح تكلفة جراحة القلب المفتوح لتغيير الصمامات أو الشرايين بين 150 ألف إلى 300 ألف جنيه مصري تقريبًا حسب المستشفى ونوع الصمام المستخدم.
  • أما جراحة القلب بالمنظار أو التدخل المحدود، فتكون التكلفة أعلى نسبيًا لأنها تعتمد على أجهزة دقيقة، وتبدأ عادة من 200 ألف إلى 350 ألف جنيه.
  • القرار لا يُتخذ إلا بعد عمل فحوص شاملة تشمل الإيكو، رسم القلب بالمجهود، وتحليل وظائف الكلى والكبد.

الخلاصة:

كفاءة عضلة القلب عندك ٥٢٪ ما زالت في الحدود القابلة للتحسن بالعلاج، وليست حالة فشل متقدم.
الأعراض التي تشكو منها مثل ضيق النفس والعرق الزائد تشير إلى احتباس سوائل وضعف بسيط في الدورة الدموية، ويمكن السيطرة عليها بالأدوية، تقليل الملح، والمتابعة المنتظمة.
العملية الجراحية قد تكون مطلوبة فقط إذا كان السبب انسدادًا في الشرايين أو مشكلة في الصمامات.
لذلك أنصحك بعمل إيكو تفصيلي، وتحليل وظائف الكلى، وأشعة صدر لتحديد خطة العلاج بدقة قبل التفكير في الجراحة.
ومع الالتزام بالعلاج الصحيح، يمكن أن تتحسن حالتك بشكل واضح وتعيش حياة طبيعية بإذن الله.

🔹 مراجعة وتوثيق المقال 🔹

تمت مراجعة هذا المقال وتدقيقه من قبل الأستاذ الدكتور ياسر النحاس ، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس واستشاري جراحات القلب والصدر، والذي يمتلك خبرة واسعة في مجال جراحة القلب المفتوح و جراحة القلب بالمنظار و من أفضل جراحي القلب في مصر و الوطن العربي.

يعتمد المحتوى المقدم على أحدث التوصيات العلمية الصادرة عن:
✅ الجمعية الأمريكية لأمراض وجراحات القلب (AHA)
✅ الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)
✅ منظمة الصحة العالمية (WHO).
وذلك لضمان تقديم معلومات دقيقة، موثوقة، ومبنية على أدلة علمية حديثة.

تنويه طبي: المعلومات الواردة في هذا المقال تهدف إلى التثقيف الصحي فقط، ولا تُعد بديلاً عن استشارة الطبيب المختص. يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية أو الحاجة إلى تشخيص دقيق لحالتك الصحية.

📚 للمزيد من المعلومات العلمية:
🔗 الجمعية الأمريكية لأمراض القلب (AHA)
🔗 الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)
🔗 منظمة الصحة العالمية - أمراض القلب والأوعية الدموية (WHO)

تجارب المرضى الأعزاء

لا ينبغي النسخ من هذا الموقع نهائيا