هل الشرايين الحلزونية في القلب خطيرة؟ ومتى تحتاج إلى تدخل أو عملية؟

السؤال

من فضلك يا دكتور، أنا عاملة قسطرة قلبية من حوالي ثلاث سنوات،
وبعدها عرفت إن شراييني حلزونية الشكل، والحمد لله ما احتجتش دعامات.
لكن الدكتور قال إن عندي كسور أو التواءات بسيطة في الشريان التاجي.
فهل الشرايين الحلزونية فيها خطر؟ وهل ليها عملية؟
شكرًا لحضرتك.

عملية القلب المفتوح بالمنظار

الإجابة

شكرًا لسؤالك وحرصك على المتابعة، والحمد لله أن القسطرة لم تُظهر انسدادات تحتاج إلى دعامة ❤️.
وصف الشرايين الحلزونية أو ما يُعرف بـ“التواء الشرايين التاجية” (Tortuous Coronary Arteries)
هو أمر يُرى كثيرًا في القسطرة القلبية، وغالبًا لا يكون خطرًا في حد ذاته،
لكنه يحتاج متابعة دقيقة لأنه قد يسبب صعوبة في تدفق الدم في بعض الحالات النادرة.

1. ما المقصود بالشرايين الحلزونية أو الملتوية؟

  • الشريان الطبيعي عادةً مستقيم نسبيًا، أما الحلزوني فيكون منحني ومتعرج أكثر من الطبيعي.
  • هذا الشكل شائع جدًا عند كبار السن والنساء ومرضى الضغط،
    وهو ناتج عن مرونة جدار الشريان أو تمدده مع الزمن.
  • في أغلب الحالات، هذا الشكل لا يُسبب انسدادًا ولا يحتاج إلى أي تدخل جراحي.

2. ما معنى وجود “كسور” أو “التواءات” في الشريان؟

  • المقصود بـالكسور أو التواءات بسيطة هو أن الشريان يسير في مسار غير مستقيم بسبب انحناءات أو تشنجات سابقة.
  • في بعض الأحيان تظهر هذه الانحناءات في القسطرة كأنها “كسر بسيط” في المسار، لكنها ليست كسورًا حقيقية في الجدار.
  • غالبًا تكون ناتجة عن تليف أو تصلب خفيف في جدار الشريان، أو من طبيعة تكوينه منذ الولادة.
  • لا تحتاج إلى عملية، لكن من المهم متابعة الحالة بالأدوية وتنظيم الضغط والكوليسترول لتجنب أي ضيق مستقبلي.

3. هل الشرايين الحلزونية تمثل خطرًا على القلب؟

  • في الغالب لا تمثل خطرًا مباشرًا طالما تدفق الدم طبيعي ولا يوجد ضيق فعلي في الشريان.
  • لكن في بعض الحالات النادرة جدًا، إذا كانت الالتواءات حادة،
    قد تُبطئ مرور الدم قليلًا أو تسبب ألمًا صدريًا يشبه الذبحة، خاصة عند المجهود.
  • في هذه الحالة، الطبيب قد يوصي بعمل إيكو بالمجهود أو أشعة بالصبغة على الشرايين لتقييم تدفق الدم بدقة.
  • المتابعة المنتظمة بالتحاليل والقسطرة (عند اللزوم) هي الطريقة المثلى للاطمئنان.

4. هل يوجد علاج أو عملية لتقويم الشرايين الحلزونية؟

  • لا يوجد جراحة خاصة لتقويم الشرايين الحلزونية، لأن هذا الشكل ليس مرضًا بحد ذاته.
  • الجراحة أو الدعامة تُجرى فقط إذا ظهر ضيق حقيقي أو انسداد يؤثر على التروية.
  • العلاج يكون دوائيًا ووقائيًا باستخدام أدوية تحسين الدورة الدموية مثل الأسبرين، أدوية الكوليسترول، والضغط.
  • في بعض الحالات قد يُنصح بموسعات للشرايين أو علاج للنوبات الصدرية إذا كانت موجودة.

5. نصائح مهمة للحفاظ على صحة الشرايين:

  • حافظي على ضغط الدم أقل من 130/80 دائمًا.
  • استمري على أدوية القلب بانتظام ولا توقفيها دون استشارة الطبيب.
  • اهتمي بقياس الكوليسترول والسكر كل 6 أشهر على الأقل.
  • مارسي المشي اليومي المنتظم، وابتعدي عن التدخين والأطعمة المقلية والدهون المشبعة.

الخلاصة:

الشرايين الحلزونية ليست مرضًا خطيرًا في حد ذاتها، بل هي صفة تشريحية شائعة خاصة مع التقدم في السن أو ارتفاع الضغط.
وجود “كسور أو التواءات بسيطة” لا يستدعي عملية، بل يكفي المتابعة الدورية مع طبيب القلب والالتزام بالعلاج.
الأهم هو التحكم في الضغط والدهون للحفاظ على تدفق الدم الطبيعي وتجنّب أي مضاعفات مستقبلية بإذن الله ❤️.

🔹 مراجعة وتوثيق المقال 🔹

تمت مراجعة هذا المقال وتدقيقه من قبل الأستاذ الدكتور ياسر النحاس ، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس واستشاري جراحات القلب والصدر، والذي يمتلك خبرة واسعة في مجال جراحة القلب المفتوح و جراحة القلب بالمنظار و من أفضل جراحي القلب في مصر و الوطن العربي.

يعتمد المحتوى المقدم على أحدث التوصيات العلمية الصادرة عن:
✅ الجمعية الأمريكية لأمراض وجراحات القلب (AHA)
✅ الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)
✅ منظمة الصحة العالمية (WHO).
وذلك لضمان تقديم معلومات دقيقة، موثوقة، ومبنية على أدلة علمية حديثة.

تنويه طبي: المعلومات الواردة في هذا المقال تهدف إلى التثقيف الصحي فقط، ولا تُعد بديلاً عن استشارة الطبيب المختص. يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية أو الحاجة إلى تشخيص دقيق لحالتك الصحية.

📚 للمزيد من المعلومات العلمية:
🔗 الجمعية الأمريكية لأمراض القلب (AHA)
🔗 الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)
🔗 منظمة الصحة العالمية - أمراض القلب والأوعية الدموية (WHO)

تجارب المرضى الأعزاء

لا ينبغي النسخ من هذا الموقع نهائيا