كيفية التعامل مع ارتفاع الدهون الثلاثية وخطرها على الصحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازي حضرتك؟ أنا آسف لإزعاجك.
أنا بره مصر والدهون الثلاثية مرتفعة وبترتفع باستمرار، فيها تهديد على صحتي.
باخد علاج ومش بأكل دهون أو سكريات كتير، لكن حصلت لي مشكلة وتم حجزي في المستشفى لأن البنكرياس كان منتفخ لحد ما نزلوا الدهون.
لكن التحاليل الجديدة أرقامها غريبة جدًا، ولو عند حضرتك حل يبقى كتر خيرك بجد، حاسس أن حياتي مهددة.

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك، وأتمنى لك الشفاء العاجل. ارتفاع الدهون الثلاثية بشكل مستمر مع وجود مضاعفات مثل التهاب البنكرياس يعتبر حالة خطيرة تستدعي العناية الطبية المركزة. دعنا نناقش الأسباب المحتملة، المخاطر، والخطوات العملية التي يمكنك اتخاذها لتحسين حالتك الصحية.

لماذا تُعد الدهون الثلاثية المرتفعة خطيرة؟

• خطر التهاب البنكرياس: مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة جدًا (أكثر من 1000 مجم/ديسيلتر) قد تؤدي إلى التهاب حاد في البنكرياس، وهي حالة طارئة تهدد الحياة.
• خطر أمراض القلب والشرايين: ارتفاع الدهون الثلاثية يرتبط بتصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
• مشاكل الكبد: قد تؤدي الدهون الثلاثية المرتفعة إلى تراكم الدهون في الكبد، مما يؤدي إلى الكبد الدهني غير الكحولي.

الأسباب الشائعة لارتفاع الدهون الثلاثية

• النظام الغذائي: تناول كميات زائدة من الكربوهيدرات أو السكريات، أو الإفراط في استهلاك الدهون المشبعة والمتحولة.
• عوامل وراثية: بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لارتفاع الدهون الثلاثية، وهو ما يُعرف بـ فرط شحوم الدم العائلي.
• أمراض مزمنة: مثل السكري غير المنضبط، أو قصور الغدة الدرقية، أو أمراض الكلى.
• الأدوية: بعض الأدوية مثل مدرات البول، أو الكورتيكوستيرويدات، أو أدوية منع الحمل قد ترفع الدهون الثلاثية.

الإجراءات الفورية للسيطرة على الدهون الثلاثية

1. التغييرات الغذائية الصارمة:

• تقليل الكربوهيدرات البسيطة: قلل من تناول السكر والمخبوزات والأرز الأبيض.
• زيادة الألياف: تناول الخضروات الورقية، والبقوليات، والحبوب الكاملة.
• اختيار الدهون الصحية: استبدل الدهون المشبعة بزيوت صحية مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا.
• الابتعاد عن الكحول: الكحول قد يرفع الدهون الثلاثية بشكل ملحوظ.
• الحد من الفركتوز: الفواكه عالية الفركتوز مثل العنب والمانجو يجب تقليلها.

2. النشاط البدني:

• ممارسة الرياضة بانتظام (مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا) تساعد على خفض الدهون الثلاثية.

3. التخلص من الوزن الزائد:

• فقدان 5-10% من الوزن الكلي قد يؤدي إلى خفض كبير في مستويات الدهون الثلاثية.

4. الأدوية:

• الفايبرات: مثل فينوفايبرات، وهي فعالة جدًا في خفض الدهون الثلاثية المرتفعة.
• أحماض أوميجا-3 الدهنية: المكملات التي تحتوي على جرعات عالية (2-4 جرام يوميًا) من أوميجا-3 تساعد على تقليل الدهون الثلاثية.
• النياسين: يساعد في تقليل الدهون الثلاثية ولكنه قد يسبب آثارًا جانبية ويحتاج إلى متابعة دقيقة.

5. السيطرة على الأمراض المصاحبة:

• إذا كنت تعاني من مرض السكري، تأكد من أن مستويات السكر تحت السيطرة.
• علاج أي اضطرابات هرمونية مثل قصور الغدة الدرقية.

الفحوصات والمتابعة الضرورية

1. تحليل الدهون الثلاثية بانتظام: لمتابعة مدى فعالية العلاج والتغييرات الغذائية.
2. اختبار وظائف الكبد والبنكرياس: لضمان عدم وجود مضاعفات.
3. اختبار وظائف الكلى: خاصة إذا كنت تأخذ أدوية تؤثر على الكلى.
4. قياس نسبة السكر التراكمي (HbA1c): للتأكد من أن السكري تحت السيطرة.

النصائح لتقليل الخطر على المدى الطويل

1. التزام دائم بالنظام الغذائي الصحي: اجعل النظام الغذائي جزءًا من نمط حياتك، وليس فقط لفترة مؤقتة.
2. المتابعة المنتظمة مع طبيب مختص: طبيب الغدد الصماء أو طبيب القلب قد يكون الأنسب لحالتك.
3. تقليل التوتر: التوتر المزمن قد يؤدي إلى تفاقم حالتك الصحية.

الخلاصة

حالتك تتطلب تدخلاً فوريًا لتقليل الدهون الثلاثية، خاصة لتجنب المضاعفات مثل التهاب البنكرياس أو أمراض القلب.
اتباع نظام غذائي صارم مع ممارسة الرياضة وأدوية مخفضة للدهون مثل الفايبرات وأوميجا-3 يمكن أن يكون فعالًا.
من المهم متابعة مستويات الدهون الثلاثية بانتظام مع طبيب مختص.

نتمنى لك الشفاء العاجل، وإذا كنت بحاجة إلى أي استفسار إضافي، نحن هنا لدعمك.